سلّطت دراسة رائدة أجراها باحثون في جامعة جندي شابور للعلوم الطبية في أهواز بإيران الضوء على الفوائد المحتملة للبروبوليس الإيراني في إدارة داء السكري من النوع الثاني. قيّمت هذه التجربة السريرية العشوائية مزدوجة التعمية آثار البروبوليس على استقلاب الجلوكوز، وتوزيع الدهون، ومقاومة الأنسولين، ووظائف الكلى والكبد، والمؤشرات الحيوية الالتهابية لدى مرضى داء السكري من النوع الثاني.
تفاصيل الدراسة
أُجريت الدراسة، من سبتمبر 2017 إلى مارس 2018، وشملت 100 مشارك مُشخَّصين بداء السكري من النوع الثاني، تتراوح أعمارهم بين 35 و85 عامًا. لم يكن المشاركون يتلقون علاجًا بالأنسولين، ولم يُعانوا من خلل حاد في وظائف الكبد أو الكلى، وكان لديهم تاريخ مرضي بالسكري لا يتجاوز 10 سنوات. قُسِّم المشاركون عشوائيًا إلى مجموعتين: إحداهما تلقت البروبوليس والأخرى دواءً وهميًا.
تدخل البروبوليس
تناولت مجموعة البروبوليس كبسولات بروبوليس إيرانية (٥٠٠ ملغ مرتين يوميًا)، بينما تلقت مجموعة الدواء الوهمي كبسولات متطابقة في الشكل. استمر التدخل لمدة ٩٠ يومًا، دون أي تغييرات في النظام الغذائي أو روتين التمارين الرياضية للمشاركين. أُخذت القياسات في البداية وبعد ٩٠ يومًا.
نتائج هامة
- تحسين استقلاب الجلوكوز ومقاومة الأنسولينبالمقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي، شهدت مجموعة البروبوليس انخفاضًا متوسطًا في الهيموغلوبين السكري بمقدار 8%، و28.6% في مستوى سكر الدم بعد ساعتين من تناول الطعام، و50.8% في مستويات الأنسولين. مع ذلك، لم يُلاحظ فرق كبير في مستوى سكر الدم الصائم بين المجموعتين. انخفض الهيموغلوبين السكري في مجموعة البروبوليس بمعدل 0.98% على مدار 90 يومًا، مع انخفاض مستويات الأنسولين بما يصل إلى 45%.
- تحسين استقلاب الدهونأظهرت مجموعة البروبوليس زيادة ملحوظة قدرها 10.6% في البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) مقارنةً بمجموعة الدواء الوهمي. مع ذلك، لم تُلاحظ أي فروق ملحوظة في الكوليسترول الكلي، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، والدهون الثلاثية، والبروتين الدهني منخفض الكثافة جدًا (VLDL) بين المجموعتين. ارتفع مستوى البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) في مجموعة البروبوليس بمقدار 9.5% على مدار 90 يومًا.
- تحسين وظائف الكلى والكبد:أظهرت مجموعة البروبوليس تركيزات أقل بشكل ملحوظ من إنزيمات ناقلة الأمين الكبدية (ALT و AST) ونيتروجين اليوريا في الدم (BUN).
- تأثيرات مضادة للالتهابات:شهدت مجموعة البروبوليس انخفاضًا كبيرًا في بروتين سي التفاعلي بمقدار 60.43% وعامل نخر الورم ألفا (TNF-α) بمقدار 49.6% مقارنة بمجموعة الدواء الوهمي.
استنتاج
في الختام، أظهر البروبوليس الإيراني تأثيرات مفيدة في خفض مستوى سكر الدم بعد الوجبات، والأنسولين، ومقاومة الأنسولين، والسيتوكينات الالتهابية، وخاصةً في استقلاب الجلوكوز ومقاومة الأنسولين. تشير هذه النتائج إلى أن البروبوليس قد يكون إضافة قيّمة لإدارة داء السكري من النوع الثاني.
الأفكار النهائية
قد يُوفر دمج العلاجات الطبيعية، مثل البروبوليس الإيراني، في بروتوكولات علاج داء السكري نهجًا مُكمّلًا للمرضى الذين يسعون إلى تحسين ضبط مستوى السكر في الدم وتحسين صحتهم العامة. من الضروري استشارة أخصائيي الرعاية الصحية قبل دمج البروبوليس أو أي مُكمّل غذائي في خطة إدارة داء السكري.